ألفاظ الآية عامّة، و لا دليل على هذا التخصيص، و إن كان المسجد الحرام الذي
هو أعظم المساجد الإسلامية في مقدمتها، و يوم نزول الآية كان المسجد الحرام هو محل
إشارة الآية، إلّا أنّ ذلك لا يدلّ على تخصيص مفهوم الآية.
5- أهمية بناء المساجد
وردت أحاديث كثيرة في أهمية بناء المساجد عن طرق أهل البيت و أهل السنة، تدلّ
على ما لهذا العمل من الشأن الكبير.
فقد ورد عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أنّه قال: «من بنى مسجدا و لو كمفحص قطاة بنى اللّه له بيتا في
الجنّة» [1].
كما
ورد عنه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قوله: «من أسرج في مسجد سراجا لم تزل الملائكة و حملة العرش يستغفرون له ما دام في
ذلك المسجد ضوؤه» [2].
إلّا أنّ ما هو أكثر أهمية هذا اليوم هو عمارة المسجد المعنوية، و بتعبير آخر
ينبغي أن نهتم بعمارة شخصية الذين يرتادون المسجد و أهله و حفظته اهتمامنا بعمارة
المسجد ذاته.
فالمسجد ينبغي أن يكون مركزا لكل تحرك إسلامي فاعل يؤدي إلى إيقاظ الناس، و
تطهير البيئة و المحيط، و حثّ المسلمين للدفاع عن ميراث الإسلام.
و ينبغي الالتفات إلى أن المسجد جدير بأن يكون مركزا للشباب المؤمن، لا محلا
للعجزة و الكسالى و المقعدين، فالمسجد مجال للنشاط الاجتماعي الفعال، لا مجال
العاطلين و البطّالين و المرضى.
[1] ورد هذا الحديث في كتاب وسائل
الشيعة، الباب 8 من أبواب أحكام المساجد كما ورد عن ابن عباس في تفسير المنار، ج
1، ص 213.
[2] كتاب المحاسن، ص 57 حسب نقل كنز
العرفان، ج 1، ص 108.