- معا- فالأوّل ناظر إلى الرواية الأولى «رواية الإمام علي» و الثّاني يشير
إلى رواية الإمام الصادق عليه السلام.
5- فضيلة هذه السورة و آثارها
أولت الرّوايات الإسلامية أهميّة خاصّة لتلاوة سورتي براءة و الأنفال، و ممّا
جاء في شأنهما
عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال «من قرأ براءة و الأنفال في كل شهر لم يدخله نفاق أبدا، و كان من شيعة أمير
المؤمنين عليه السلام حقّا».
و قد قلنا مرارا: إنّ ما ورد من أهمية قصوى في الرّوايات الإسلامية في قراءة
مختلف السور لا يعني ظهور آثار تلك القراءة من دون تفكّر و تطبيق لمضامينها، فنقول
مثلا: من قرأ سورتي براءة و الأنفال دون إدراك لمعانيهما فسيدرأ عنه النفاق، و
يكون من شيعة أمير المؤمنين عليه السلام، بل المراد في الحقيقة أن يكون مضمون
السورة مؤثّرا في بناء شخصية الفرد و المجتمع، و لا يتحقق ذلك إلّا بإدراك مغزى
السورة و استيعاب معناها، و الاستعداد و التهيؤ لتطبيقها.
و حيث أن السورتين قد أوضحتا الخطوط العريضة العامّة في حياة المؤمنين
الصادقين و من في قبالهم من المنافقين، و أنارتا الطريق للعاملين لا للمدّعين
فحسب، فستكون ثمرة تلاوتهما و الإعتبار بمضمونيهما هو ما ذكرته الرواية و بهذا
تكون التلاوة مؤثرة بنّاءة.
و أمّا من ينظر إلى القرآن و آياته الشريفة بشكل آخر، فهو أبعد ما يكون عن روح
هذا الكتاب التربوي الذي جاء لبناء الإنسانية و هدايتها.
و
قد ورد عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في بيان الأهمية القصوى
لما نوهنا عنه من لطائف، أنّه قال «نزلت عليّ
براءة و التوحيد في سبعين ألف صف من صفوف الملائكة، و كان كل صف منهم يوصيني
بأهمية هاتين السورتين».