responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 499

و لهذا فإنّ الآية الرّابعة من الآيات محل البحث تخاطب النّبي أن يدعو الأسرى إلى الإيمان باللّه و إصلاح أنفسهم، و يرغبهم في كل ذلك، فتقول: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرى‌ إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ‌.

و المراد من كلمة «خيرا» في الجملة آنفة الذكر إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً هو الإيمان و قبول الإسلام أمّا المراد من كلمة «خير» في الجملة الأخرى «يؤتكم خيرا» فهو الثواب أو الأجر المادي و المعنوي الذي ينالونه ببركة الإسلام، و هو أعظم عند اللّه من الفداء بمراتب كثيرة! ثمّ إضافة إلى ذلك فسيشملكم لطف اللّه و يعفو عن سيئاتكم‌ وَ يَغْفِرْ لَكُمْ وَ اللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ‌.

و حيث إنّ من الممكن أن يستغل بعض الأسرى إظهار الإسلام ليسي‌ء إلى الإسلام و يخون النّبي و ينتقم من المسلمين، فإنّ الآية التالية تنذر النّبي و المسلمين و تنذر أولئك من الخيانة فتقول: وَ إِنْ يُرِيدُوا خِيانَتَكَ فَقَدْ خانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ‌ و أي خيانة أعظم من عدم الاستجابة لنداء الفطرة و العزوف عن نداء الحق و العقل، و الشرك باللّه و عبادة الأصنام بدلا من الإيمان باللّه و توحيده؟ ثمّ إنّ عليهم أن لا ينسوا نصرة اللّه لك‌ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ‌ و إذا أرادوا الخيانة في المستقبل فلن يفلحوا و سوف ينالون الخزي و الخسران و الهزيمة مرّة أخرى. لأنّ اللّه مطلع على نيّاتهم، و جميع تعاليم الإسلام في شأن الأسرى وفق حكمته‌ وَ اللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ‌ و قد جاء في كتب الفريقين- الشيعة و أهل السنة- في ذيل الآيتين محل البحث أن العباس عم النّبي كان بين أسرى بدر، فطلبت جماعة من الأنصار أن لا

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 499
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست