وجدنا في بداية هذه السورة كيف أنّ بعض المسلمين تشاجروا في شأن تقسيم الغنائم
بعد غزوة بدر، و قد أمر اللّه سبحانه- درءا لأصول الخلاف- أن توضع الغنائم تحت
تصرف النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لينفقها بما يراه صالحا، فقام بتقسمها
بالتساوي بين المقاتلين المسلمين.
و في هذه الآية عود إلى مسألة الغنائم، لتناسب الآيات التي سبقتها، و التي
كانت تتكلم على الجهاد، إذ وجدنا في بعضها إشارات مختلفة لموضوع الجهاد، و لما كان
الجهاد يرتبط بمسألة الغنائم غالبا، فكان في المقام تناسب بين الجهاد و بين ذكر
أحكام الغنائم «بل سنلاحظ أن القرآن تعدى في حكمه إلى أبعد من