إلّا أنّه لما كانت الآية محل البحث واقعة في سياق الآيات النازلة في معركة
بدر، فإنّ الرأي الأوّل في شأن نزولها يبدو أقرب للصحة.
التّفسير
مهما يكن شأن نزول الآية، فمفهومها مفهوم جامع يحمل في معناه كلّ ما بذله
أعداء الحق و العدل من أموال لنيل مقاصدهم المشؤومة، إذ تقول في مستهلها: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ
لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ.
إلّا أنّ هذا الإنفاق و البذل لن يحقق لهم نصرا فَسَيُنْفِقُونَها ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً
ثُمَّ يُغْلَبُونَ.
و لا يبتلون بالحسرة و الهزيمة في الدنيا فحسب، بل هم كذلك في الآخرة أيضا وَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ.
ملاحظات
1- يستفاد من الآية محل البحث أنّ «هؤلاء» يحسّون بعدم جدوى أعمالهم حتى قبل
غلبهم و انهزامهم، و حيث إنّهم لا يرون نتيجة مثمرة لما أنفقوه من الأموال،
فسيبتلون بالألم و الحسرة، و هذا الأمر هو نوع من جزائهم الدنيوي و أحد عقوباتهم
فيها.
أمّا الجزاء الآخر الذي ينالونه، فهو فشل خططهم و مناهجهم، لأنّ الذين يقاتلون
و هم متعلقون بالأموال و الثروة لا يستطيعون مواجهة المقاتلين من أجل المبدأ و
الأهداف المقدسة.
و قد برهنت الحوادث في عصرنا هذا على أن الدول القوية التي تغري