مضافا إلى ذلك، فإنّه تعالى سيشملكم بمغفرته وَ يَغْفِرْ لَكُمْ.
و ثمار كثيرة أخرى تنتظركم لا يعلمها إلّا اللّه: وَ اللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ.
فهذه الآثار الأربعة هي ثمرات في شجرة التقوى، و وجود روابط طبيعية بين التقوى
و قسم من هذه الآثار لا يمنع من نسبة كل ذلك إلى اللّه تبارك و تعالى، لأنّنا و
كما قلنا مرارا في هذا التّفسير فإنّ أي موجود ذي آثار إنّما تحصل بمشيئة اللّه و
قدرته، فيمكن نسبة تلك الآثار إلى اللّه عزّ و جلّ، و إلى ذلك الموجود أيضا.
و أمّا الفرق بين (تكفير السيئات) و (الغفران). فقد قال بعض المفسّرين بأنّ
الأولى إشارة إلى الحجب من الدنيا، و الثّانية إلى النجاة من الجزاء الأخروي، و
يرد احتمال آخر هنا و هو أن (تكفير السيئات) تشير للآثار النفسية و الاجتماعية
للذنوب و التي تزول بفعل التقوى، و لكن (الغفران) إشارة إلى مسألة العفو الإلهي و
الخلاص من الجزاء ...