responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 376

التّفسير

دروس مفيدة من ساحة المعركة:

إنّ هذه الآيات تتحدث عن اللحظات الحساسة من واقعة بدر، و الألطاف الإلهية الكثيرة التي شملت المسلمين لتثير في نفوسهم الإحساس بالطاعة و الشكر، و لتعبيد الدرب نحو انتصارات المستقبل.

و تشير ابتداء لإمداد الملائكة فتقول: إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ‌.

جاء في بعض الرّوايات أنّ النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كان يستغيث و يدعو ربّه مع بقية المسلمين، و قد رفع يديه نحو السماء قائلا:

«اللّهم أنجز لي ما وعدتني، اللّهم إنّ تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض) [1].

و عند ذلك‌ فَاسْتَجابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ‌.

و كلمة (مردفين) من (الإرداف) بمعنى اتّخاذ محل خلف الشي‌ء فيكون مفهومها أنّ الملائكة كانت تتابع بعضها بعضا في النّزول لنصرة المسلمين.

و احتمل معنى آخر في الآية، و هو أنّ مجموعة الألف من الملائكة كانت تتبعها مجموعات أخرى، ليتطابق هذا المعنى و الآية (124) من سورة آل عمران، و التي تقول عن لسان النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَ لَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ‌.

إلّا أنّ الظاهر أنّ عدد الملائكة في بدر هو الألف، و كلمة مردفين صفة هذا الألف. و آية سورة آل عمران كانت وعدا للمسلمين في أنزال ملائكة أكثر لنصرة المسلمين إذا ما اقتضى الأمر.

و لئلا يعتقد بعض بأنّ النصر كان بيد الملائكة فحسب، فإنّ الآية تقول: وَ ما جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرى‌ وَ لِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَ مَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ‌


[1] مجمع البيان، ذيل الآية.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 376
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست