responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 348

قبل المأموم «عند صلاة الجماعة».

و من جملة الرّوايات الدالة على هذا الحكم ما

روي من حديث عن الإمام الباقر عليه السلام‌ «و إذا قرئ القرآن في الفريضة خلف الإمام فاستمعوا له و انصتوا لعلّكم ترحمون» [1].

و أمّا استعمال «لعل» في هذه الجملة، فهو- كما أشرنا سابقا- لغرض أن تشملكم رحمة اللّه، فمجرّد السكوت غير كاف، بل توجد أمور أخرى منها العمل بالآي أيضا.

و لا بأس أن نذكر الملاحظة التي بيّنها الفقيه المعروف الفاضل المقداد السيوري في كتابه «كنز العرفان» إذ فسّر الآية تفسيرا آخر فقال: إنّ المراد من الآية هو الإصغاء للآيات و إدراك مفاهيمها و الإذعان لإعجازها.

لعل هذا التّفسير كان بسبب أنّ الآية السابقة كانت تتكلم عن المشركين، إذ كانوا يتذرعون بحجج واهية في شأن نزول القرآن، فالقرآن يقول لهم: فاستمعوا و انصتوا لعلكم تعرفون الحق‌ [2].

و ليس هناك مانع من أن نعتبر مفهوم الآية واسعا بحيث يشمل جميع الكفار و المسلمين، فغير المسلمين عليه أن يستمع و ينصت للقرآن و يكفر فيه حتى يؤمن فينال رحمة ربّه، و المسلم عليه أن يستمع و يدرك مفهوم الآي و يعمل به لينال رحمة ربّه، لأنّ القرآن كتاب إيمان و علم و عمل لجميع، لا لطائفة خاصّة أو فريق معين.

و في الآية التّالية إكمالا للأمر السابق يخاطب القرآن النّبي الكريم- و هذا الحكم كلي و عام أيضا و إن كان الخطاب موجها للنّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كما هو الحال في سائر آيات القرآن الأخرى و أحكامها- إذ يقول سبحانه في كتابه:


[1] تفسير البرهان، ج 2، ص 57.

[2] كنز العرفان، ج 1، ص 195.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 348
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست