responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 323

السابقة واضح، لأنّ الكلام كان في الآية السابقة على عدم علم أحد بقيام الساعة إلّا اللّه، و الكلام في هذه الآية على نفي علم الغيب عن العباد بصورة كلية.

ففي الجملة الأولى من هذه الآية خطاب للنّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول: قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَ لا ضَرًّا إِلَّا ما شاءَ اللَّهُ‌.

و لا شك أنّ كل إنسان يستطيع أن ينفع نفسه، أو يدفع عنها الشر، و لكن على الرغم من هذه الحال فإنّ الآية- محل البحث، كما نلاحظ- تنفي هذه القدرة عن البشر نفيا مطلقا. و ذلك لأنّ الإنسان في أعماله ليس له قوّة من نفسه، بل القوّة و القدرة و الاستطاعة كلّها من اللّه، و هو سبحانه الذي أودع فيه كل تلك القوّة و القدرة و ما شاكلهما.

و بتعبير آخر: إنّ مالك جميع القوى و القدرات و ذو الإختيار المستقل- و بالذات- في عالم الوجود هو اللّه عزّ و جلّ فحسب، و الآخرون حتى الأنبياء و الملائكة يكتسبون منه القدرة و يستمدون منه القوّة، و ملكهم و قدرتهم هي بالغير لا بالذات ...

و جملة «إلّا ما يشاء اللّه» شاهد على هذا الموضوع أيضا.

و في كثير من آيات القرآن الأخرى نرى نفي المالكية و النفع و الضرر عن غير اللّه، و لذلك فقد نهت الآيات عن عبادة الأصنام و ما سوى اللّه سبحانه ...

و نقرأ في الآيتين (3) و (4) من سورة الفرقان‌ وَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَ هُمْ يُخْلَقُونَ وَ لا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَ لا نَفْعاً فكيف يملكون لغيرهم؟! و هذه هي عقيدة المسلم، إذ لا يرى أحدا «بالذات» رازقا و مالكا و خالقا و ذا نفع أو ضرر إلّا اللّه، و لذا فحين يتوجه المسلم إلى أحد طالبا منه شيئا فهو يطلبه مع التفاته إلى هذه الحقيقة، و هي أنّ ما عند ذلك الشخص فهو من اللّه (فتأمل بدقّة).

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 323
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست