responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 284

هذا مضافا إلى أنّه لا معنى للإجبار في مجال الإعتقاد، أمّا في مجال العمل فلا مانع من أن يجبر الناس على أمور تربوية تضمن خيرهم و سعادتهم و صلاحهم. فهل من العيب لو أنّنا أجبرنا شخصا على ترك عادة شريرة، أو سلوك طريق آمن من الخطر، و عدم سلوك طريق محفوف بالأخطار؟

السّؤال الثّاني: كيف رفع الجبل فوق رؤوسهم:

الجواب: ذهب بعض المفسّرين إلى أن الجبل قلع من مكانه بأمر اللّه، و استقر فو رؤوسهم كمظلّة.

و ذهب آخرون إلى أنّه اهتز الجبل اهتزازا شديدا بفعل زلزال شديد بحيث شاهد الناس الذين كانوا يسكنون في سفح الجبل ظلّ قسم منه فوق رؤوسهم.

و يحتمل أيضا أن قطعة من الجبل انتزعت من مكانها و استقرت فوق رؤوسهم لحظة واحدة، ثمّ مرّت و سقطت في جانب آخر.

و لا شك في أنّ هذا الأمر كان أمرا خارقا للعادة و ليس حدثا طبيعيا عاديا.

و الموضوع الآخر الذي يجب الانتباه إليه هو أنّ القرآن لا يقول: إنّ الجبل صار مظلّة فوق رؤوسهم بل قال: (كأنّه ظلّة).

و هذا التعبير إنّما هو لأجل أنّ المظلّة تنصب على رؤوس الأشخاص لإظهار الحب، و الحال أنّ هذه العملية- المذكورة في الآية الحاضرة- كانت من باب التهديد، أو لأجل أنّ المظلة شي‌ء مستقر و ثابت، و لكن رفع الجبل فوق رؤوسهم كان يتسم بعدم الثبات و الدوام.

قلنا: مع هذه الآية تختم الآيات المتعلقة بقصة بني إسرائيل و الحوادث المختلفة، و الذكريات الحلوة و المرّة التي وقعت في حياتهم.

و هذه القصّة هي آخر قصص الأنبياء التي جاءت في هذه السورة. و ذكر هذه القصّة في نهاية قصصهم- مع أنّها ليست آخر حدث من الحوادث المرتبطة بهذه‌

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 284
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست