responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 208

صحيح أنّ المفسّرين ذكروا أجوبة مختلفة على هذا السؤال، و لكن أوضح الأجوبة هو أن موسى عليه السلام طرح مطلب قومه، لأنّ جماعة من جهلة بني إسرائيل أصرّوا على أن يروا اللّه حتى يؤمنوا (و الآية 153 من سورة النساء خير شاهد على هذا الأمر) و قد أمر موسى عليه السلام من جانب اللّه أن يطرح مطلب قومه هذا على اللّه سبحانه حتى يسمع الجميع الجواب الكافي، و قد صرّح بهذا في رواية مرويّة عن الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام في كتاب عيون أخبار الرضا أيضا [1].

و من القرائن الواضحة التي تؤيد هذا التّفسير ما نقرأه في الآية (155) من نفس هذه السورة، من أنّ موسى عليه السلام قال بعد ما حدث ما حدث: أَ تُهْلِكُنا بِما فَعَلَ السُّفَهاءُ مِنَّا.

فيتّضح من هذه الجملة أنّ موسى عليه السلام لم يطلب لنفسه مثل هذا الطلب إطلاقا، بل لعلّ الرجال السبعين الذين صعدوا معه إلى الميقات هم أيضا لم يطلبوا مثل هذا الطلب غير المعقول و غير المنطقي، إنّهم كانوا مجرّد علماء، و مندوبين من جانب بني إسرائيل خرجوا مع موسى عليه السلام لينقلوا فيما بعد مشاهداتهم لجماعات الجهلة و الغافلين الذين طلبوا رؤية اللّه سبحانه و تعالى و مشاهدته.

2- هل يمكن رؤية اللّه أساسا؟

نقرأ في الآية الحاضرة أنّ اللّه سبحانه قال لموسى عليه السلام: انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكانَهُ فَسَوْفَ تَرانِي‌ فهل مفهوم هذا الكلام هو أنّ اللّه قابل للرؤية أساسا؟

جواب هو أن هذا التعبير هو كناية عن استحالة مثل هذا الموضوع، مثل جملة (حتى يلج الجمل في سمّ الخياط) و حيث أنّه كان من المعلوم أنّ الجبل يستحيل أن يستقر في مكانه عند تجلّي اللّه له، لهذا ذكر هذا التعبير.


[1] تفسير نور الثقلين، المجلد الثّاني، الصفحة 65.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 208
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست