النقطة الأخرى، إنّ النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- و خلافا لما يتصّوره
البعض- لم يقل هذا البحث في علي عليه السلام في غروة تبوك فقط، بل قال هذه العبارة
في عدّة مواضع منها:
1- في المؤاخاة الأولى: يعني في المرّة الأولى التي آخى فيها رسول اللّه صلّى
اللّه عليه و آله و سلّم بين المهاجرين و اختار عليّا عليه السلام في هذه المؤاخاة
لنفسه و
قال: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا
نبيّ بعدي» [1].
2- في يوم المؤاخاة الثّانية: و كانت في المدينة بعد الهجرة بخمسة أشهر، حيث
آخى بين المهاجرين و الأنصار، و اصطفى لنفسه منهم عليّا و اتخذه من دونهم أخاه، و
قال له: «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه
لا نبيّ بعدي و أنت أخي و وارثي» [2].
3- أم سليم- التي كانت على جانب من الفضل و العقل، و كانت تعدّ من أهل
السوابق، و هي من الدعاة إلى الإسلام، و استشهد أبوها و أخوها بين يدي النّبي صلّى
اللّه عليه و آله و سلّم و فارقت زوجها لأنّه أبى أن يعتنق الإسلام، و كان رسول
اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يزورها في بيتها بين الحين و الآخر و يسلّيها-
تروي أم سليم هذه
أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال لها ذات يوم: «إنّ عليّا لحمه من لحمي و دمه من دمي، و هو منّي بمنزلة
هارون من موسى» [3].
4-
قال ابن عباس: سمعت عمر بن الخطاب يقول: كفّوا عن ذكر علي بن أبي طالب فقد رأيت من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله
و سلّم فيه خصالا لئن تكون لي واحدة منهن في آل الخطّاب أحبّ إلى ممّا طلعت عليه
الشمس، كنت أنا و أبو بكر و أبو عبيدة في نفر من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه
و آله و سلّم فانتهينا إلى باب أمّ سلمة و علي
[1] كنز العمال، الحديث 918، المجلد
الخامس، الصفحة 40، و المجلد السّادس، الصفحة 390.
[2] منتخب كنز العمال، (في حاشية مسند
أحمد)، المجلد الخامس، من مسند أحمد، الصفحة 31.