responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 186

صحيح أنّ هذه الآية تحدّثت عن بني إسرائيل و نتيجة ثباتهم في وجه الفرعونيين فقط، إلّا أنّه يستفاد من الآيات القرآنية الأخرى أن هذا الموضوع لا يختص بقوم أو شعب خاص، بل إن كان شعب مستضعف نهض و حاول تخليص نفسه من مخالب الأسر و الاستعمار، استعان في هذا السبيل بالثبات و الاستقامة، سوف ينتصر آخر المطاف و يحرر الأراضي التي احتلها الظلمة الجائرون.

ثمّ يضيف في آخر الآية: نحن الذين دمرنا قصور فرعون و قومه العظيمة، و أبنيتهم الجميلة الشامخة، و كذا بساتينهم و مزارعهم العظيمة وَ دَمَّرْنا ما كانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَ قَوْمُهُ وَ ما كانُوا يَعْرِشُونَ‌.

و «صنع» كما يقول «الراغب» في «المفردات» يعني الأعمال الجميلة، و قد وردت هذه اللفظة في الآية الحاضرة بمعنى الهندسة الجملية الرائعة التي كان يستخدمها الفرعونيين في أبنيتهم.

و «ما يعرشون» في الأصل تعني الأشجار و البساتين التي تنصب بواسطة العروش و السقف، و لها جمال عظيم و روعة باهرة.

و «دمرنا» من مادة «التدمير» بمعنى الإهلاك و الإبادة.

و هنا يطرح السؤال التالي و هو: كيف أبيدت هذه القصور و البساتين، و لماذا؟

و نقول في الجواب: لا يبعد أن ذلك حدث بسبب زلازل و طوفانات جديدة و أمّا الضرورة التي قضت بهذا الفعل فهي أن جميع الفرعونيين لم يغرقوا في النيل، بل غرق فرعون و جماعة من خواصّه و عسكره الذين كانوا يلاحقون موسى عليه السلام، و من المسلّم أنّه لو بقيت تلك الثروات العظيمة، و الإمكانيات الاقتصادية الهائلة بيد من بقي من الفراعنة الذين كان عدد نفوسهم في شتى نواحي مصر كثيرا جدا لاستعادوا بها شوكتهم، و لقدروا على تحطيم بني إسرائيل، أو الحاق الأذى بهم على الأقل. أمّا الإمكانيات و الوسائل فإن من شأنه أن يجردهم من أسباب الطغيان إلى الأبد.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 186
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست