responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 18

الشرك و التوجه إلى غير اللّه) يبدو للنظر أنّه أنسب مع ما سبق و ما يلحق هذه الجملة، و إن لم تكن إرادة كل هذه المعاني بعيدة عن مفهوم الآية أيضا.

2- أقصر الأدلة على المعاد

لقد بحث أمر المعاد و البعث في يوم القيامة كثيرا، و يستفاد من آيات القرآن الكريم أنّ هضم هذه المسألة كان أمرا صعبا و عسيرا بالنسبة إلى كثير من الناس في العصور الغابرة، إلى درجة أنّهم كانوا يتخذون أحيانا من طرح مسألة القيامة و المعاد من قبل الأنبياء دليلا على عدم صحة دعوتهم، و بل حتى (و العياذ باللّه) دليلا على الجنون و يقولون: أَفْتَرى‌ عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَمْ بِهِ جِنَّةٌ [1].

و لكن يجب الانتباه إلى أنّ ما كان يدعو لمزيد من تعجبهم و دهشتهم، هو مسألة المعاد الجسماني، لأنّهم ما كانوا يصدّقون بأنّ الأبدان بعد صيرورتها ترابا، و تبعثر ذراتها بفعل الرياح و الأعاصير و تناثرها في أرجاء الأرض. أن تجتمع هذه الذرات المتبعثرة من بين أكوام التراب. و أمواج البحار، و من بين ثنايا ذرات الهواء، و يلبس ذلك الإنسان لباس الوجود و الحياة مرّة أخرى.

إن القرآن الكريم أجاب في آيات متنوعة على هذا الظن الخاطئ، و الآية الحاضرة تعكس إحدى أقصر و أجمل التعابير في هذا المجال، إذ تقول: أنظروا إلى بداية الخلق، انظروا إلى جسمكم الذي يتكون من مقدار كبير من الماء، و مقدار أقل من المواد المعدنية و شبه المعدنية المختلفة المتنوعة أين كان في السابق؟ فالمياه المستخدمة في جسمكم يحتمل أنّ كل قطرة منها كانت سادرة في محيط من محيطات الأرض ثمّ تبخّرت و تبدلت إلى السّحب، ثمّ نزلت في شكل قطرات المطر على الأراضي، و الذرات التي استخدمت في نسيج جسمكم من مواد الأرض الجامدة كانت ذات يوم في هيئة حبّة قمح أو ثمرة شجرة، أو خضروات مختلفة جمعت من مختلف نقاط الأرض.


[1]- سورة سبأ، 8.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 5  صفحة : 18
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست