النتائج المشحونة بالعبر في هذه القصص، و لكن الآيات الحاضرة تبيّن النتائج
بصورة أكثر وضوحا فتقول: وَ لَوْ أَنَّ أَهْلَ
الْقُرى آمَنُوا وَ اتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَ
الْأَرْضِ، أي لو أنّهم سلكوا سبيل الإيمان و التقوى،
بدل الطغيان و التمرد و تكذيب آيات اللّه و الظلم و الفساد، لم يتخلصوا من غضب
اللّه و عقوبته فسحب، بل لفتحت عليهم أبواب السماء و الأرض.
و لكن للأسف- تركوا الصراط المستقيم الذي هو طريق السعادة و الرفاه و الأمن، و
كذبوا الأنبياء، و تجاهلوا برامجهم الإصلاحية، فعاقبناهم بسبب أعمالهم وَ لكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْناهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ.
بحوث
و هنا مواضيع ينبغي الوقوف عندها:
1- بركات الأرض و السماء
لقد وقع حديث بين المفسّرين في ما هو المراد من «بركات» الأرض و السماء؟ فقال
البعض: إنّها المطر، و النباتات التي تنبت من الأرض.
و فسّرها البعض بإجابة الدعاء، و حل مشاكل الحياة.
و لكن هناك احتمال آخر- أيضا- هو أنّ المراد من البركات السماوية هي البركات
المعنوية، و المراد من البركات الأرضية هي البركات المادية.
و لكن مع ملاحظة الآيات السابقة يكون التّفسير الأوّل أنسب من الجميع، لأنّه
في الآيات السابقة التي شرحت العقوبات الشديدة التي حلّت بالمجرمين و الطغاة،
فأشارت تارة إلى نزول السيول من السماء و طغيان الينابيع و العيون من الأرض (مثل
طوفان نوح) و أخرى إلى الصواعق و الصيحات السماوية، و ثالثة إلى الزلازل الأرضية
الرهيبة.