السّورة تبدأ بأمر النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أن يستعيذ باللّه من
شرّ ما خلق. ثمّ تبيّن ثلاثة أنواع من الشرور كتوضيح للآية:
شرّ المهاجمين القساة الذين يتسترون بالليل لشن هجومهم.
و شرّ الموسوسين الذين يوهنون بأحابيلهم إرادة الأفراد و إيمانهم و عقيدتهم و
أواصر الحبّ و الودّ بينهم.
و شرّ الحاسدين.
من هذه العبارات المجملة نستطيع أن نستنتج أن أخطر مصادر الشرّ و الفساد هي
هذه الثلاثة المذكورة في السّورة. و هذا يستدعي التأمل و التعمق.
2- تناسب الآيات
يلاحظ أنّ أوّل آية في السّورة تأمر النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أن
يستعيذ بربّ الفلق، من شرّ ما خلق. و انتخاب «ربّ الفلق» قد يعود إلى أنّ
الموجودات الشريرة تطفئ نور السلامة و الهداية. لكن اللّه سبحانه ربّ الفلق ...
ربّ فلق الظلمات.
3- تأثير السحر
في تفسير الآيتين 102 و 103 من سورة البقرة، في الجزء الأوّل من هذا التّفسير
تحدثنا بالتفصيل عن حقيقة السحر في الازمنة الغابرة، و رأي الإسلام في السحر، و
كيفية تأثيره. و هناك ذكرنا قبولنا لتأثير السحر بشكل عام، و لكن لا بالصورة التي
يتخيلها المتخيلون و الخرافيون. و من أراد مزيدا من التوضيح في هذا المجال فليراجع
بحثنا المذكور.
و من اللازم أن نذكر هنا أنّ آيات هذه السّورة لو كانت تستهدف أمر النّبي