responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 498

نزلت هذه السّورة قال النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لجبريل: «ما هذه النحيرة [1] التي أمرني بها ربّي؟» قال: «ليست بنحيرة، و لكنّه يأمرك إذا تحرّمت للصلاة أن ترفع يديك إذا كبرت و إذا ركعت، و إذا رفعت رأسك من الركوع و إذا سجدت، فإنّه صلاتنا و صلاة الملائكة في السماوات السبع. فإن لكلّ شي‌ء زينة، و إنّ زينة الصلاة رفع الأيدي عند كلّ تكبيرة» [2].

و

روي عن الإمام الصادق عليه السّلام‌ في تفسير الآية أنّه أشار بيده و قال: «هكذا».

أي استقبل بيديه القبلة في افتتاح الصلاة (رفع يديه جاعلا كفه مقابل القبلة) [3].

و التّفسير الأوّل أنسب، لأنّ المقصود هو الردّ على أعمال المشركين الذين كانوا يعبدون و ينحرون لغير اللّه، و لكن لا مانع من الجمع بين هذه المعاني، خاصّة و قد وردت بشأن رفع اليد عند التكبير روايات كثيرة في كتب الشيعة و السنة.

و بذلك يكون للآية مفهوم جامع يشمل هذه المعاني أيضا.

و في آخر آية يقول اللّه سبحانه لنبيّه ردّا على ما وصمه به المشركون: إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ.

«الشانئ» هو المعادي من «الشنان»- على وزن ضربان- و هو العداء و الحقد.

و «أبتر» في الأصل هو الحيوان المقطوع الذنب‌ [4]. و صدر هذا التعبير من أعداء الإسلام لانتهاك الحرمة و الإهانة. و كلمة (شانئ) فيها ايحاء بأنّ عدوك لا يراعي أية حرمة و لا يلتزم بأي أدب، أي أنّ عداوته مقرونة بالفظاظة و الدناءة.

و القرآن يقول لهؤلاء الأعداء في الواقع: إنّكم أنتم تحملون صفة الأبتر لا رسول‌


[1]- «النحيرة» آخر الشهر، لأنّ الإنسان يستقبل فيه الشهر الجديد. و سؤال النّبي لجبريل عن هذا الاستقبال للشهر الجديد، لذلك قال له جبريل: ليست بنحيرة.

[2]- مجمع البيان، ج 10، ص 550.

[3]- المصدر السابق.

[4]- مجمع البيان، ج 1، ص 548.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 498
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست