و في معنى الماعون ذكرت احتمالات اخرى ذكر القرطبي منها اثني عشر رأيا يرجع
كثير منها إلى معنى مشترك و المهم ما ذكرناه أعلاه.
ذكر هاتين الصفتين بشكل متوال (الرياء و منع الماعون) كأنه إشارة إلى أن هؤلاء
المكذبين بالدين يؤدون ما للّه بنية النّاس، و ما للناس يمنعونه عنهم، و من هنا لا
يصيب أي ذي حقّ حقّه.
مسك الختام
حديث عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: «من منع الماعون جاره منعه اللّه خيره يوم القيامة، و وكّله إلى نفسه، و من
وكّله إلى نفسه فما أسوأ حاله»؟! [1]
تعقيب
1- تلخيص موضوعات سورة الماعون
في هذه السّورة القصيرة، ذكر اللّه سبحانه مجموعة من الصفات الرذيلة التي إن
اتصف بها شخص فهي دليل عدم إيمانه و دنائته و حقارته. و يلاحظ أنّها جميعا فروع
لظاهرة التكذيب بيوم الدين أي بيوم الجزاء.
إهانة اليتامى، و ترك إطعام المساكين، و التهاون في الصلاة، و الرياء، و عدم
التعاون مع النّاس حتى في إعارة الأشياء الصغيرة ... تشكل بمجموعها طبيعة حياة
هؤلاء المكذبين.
من هنا فهؤلاء أناس بخلاء ذاتيون أنانيون متظاهرون لا ارتباط لهم بالخالق و لا
بخلقه ... أناس خلت نفوسهم من نور الإيمان و الشعور بالمسؤولية، لا بثواب اللّه
يفكرون، و لا من عذابه يخشون.