responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 486

التكذيب عليه متمثلة في الجرأة على ارتكاب الذنوب و الجرائم بشكل محسوس.

و يتواصل وصف هؤلاء المكذبين بالدين فتقول الآيات التالية: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ، الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ‌.

لا يقيمون للصلاة وزنا، و لا يهتمون بأوقاتها، و لا يراعون أركانها و شروطها و آدابها.

«ساهون» من السهو، و هو في الأصل الخطأ الذي يصدر من الإنسان عن غفلة، سواء كان مقصرا في المقدمات أم لم يكن. في الحالة الاولى لا يكون الساهي معذورا، و في الحالة الثّانية معذور. و المقصود في الآية السهو المقرون بالتقصير.

و يلاحظ أنّ الآية لم تقل «في صلاتهم ساهون»، لأنّ السهو في الصلاة يعرض لكلّ فرد، و لكنّها قالت: «عن صلاتهم ساهون». فهم يسهون عن الصلاة بأجمعها.

واضح أنّ هذه الحالة لو اتفق وقوعها مرّة أو مرات لأمكن أن يكون ذلك عن قصور. لكن الذي يسهو عن صلاته دائما فهو المهمل لصلاته، لعدم إيمانه بها و إذا صلى أحيانا فلخوف من ألسن النّاس و أمثال ذلك.

إضافة لما ذكرناه من معاني لكلمة «ساهون» ذكر المفسّرون معاني اخرى من ذلك تأخير الصلاة عن وقت فضيلتها. أو إشارة إلى المنافقين الذين ما كانوا يؤمنون بثواب الصلاة و لا بعقاب تركها. أو المقصود الذين يراؤون في صلاتهم (بينما جاء ذكر هذا المعنى في الآية التالية).

الجمع بين هذه التفاسير ممكن طبعا، و إنّ كان التّفسير الأوّل أنسب.

على أي حال، حين يكون الساهون عن الصلاة مستحقين للويل، فما بالك بتاركي الصلاة؟! الصفة الرابعة و الخامسة للمكذبين بالدين تذكرها الآيتان الأخيرتان.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 486
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست