و يخرج من الجانب الآخر.
ساد الجيش ذعر عجيب، فهلك منه من هلك، و فرّ من استطاع الفرار، صوب اليمن، و كانوا يتساقطون في الطريق.
(أبرهة) أصيب بحجر، و جرح، فأعيد إلى صنعاء عاصمة ملكه، و هناك فارق الحياة.
و قيل: إنّ مرض الحصبة و الجدري شوهد لأوّل مرّة في أرض العرب في تلك السنة.
و قيل: إنّ أبرهة جاء بفيل واحد كان يركبه و اسمه محمود. و قيل: بل ثمانية أفيال، و قيل: عشرة، و قيل: اثني عشر.
و في هذا العام ولد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حسب الرّواية المشهورة، و قيل إنّ بين الحادثتين ارتباطا.
على أي حال، فإن أهمية هذه الحادثة الكبرى بلغت درجة تسمية ذلك العام بعام الفيل، و أصبح مبدأ تاريخ العرب [1].
كيد ابرهة:
يخاطب اللّه رسوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في الآية الاولى من السّورة و يقول له: أَ لَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ؟
لقد جاؤوا بجيش جرار مجهّز بالعدّة و العدد ليهدموا الكعبة. و اللّه سبحانه دحرهم بجيش في ظاهره صغير بسيط. و أباد الفيلة بطير صغير، و هدم الآلة
[1]- سيرة ابن هشام، ج 1، ص 38- 62؛ و بلوغ الإرب، ج 1، ص 250- 263؛ و بحار الأنوار، ج 15، ص 130 و ما بعدها؛ و مجمع البيان، ج 10، ص 542.