responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 43

و الأسلوب الثّاني: وَ إِذا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغامَزُونَ‌ فحينما يمرّ المشركون على مجموعة من المؤمنين يغمزون بأعينهم و يشيرون إليهم بالقول:

انظروا إلى هؤلاء الفقراء المعدمين .. إنّهم أصبحوا مقرّبين عند اللّه! انظروا إلى هؤلاء الحفاة العراة .. إنّهم يدّعون نزول الوحي الإلهي لهم! انظروا إليهم .. فإنّهم يعتقدون بأنّ العظام البالية ستعود إلى الحياة مرّة اخرى!! و ما شابه ذلك، من الكلمات الرخيصة و الموهنة ..

و يبدو أنّ ممارسة الضحك من قبل المشركين يكون حينما يمرّ المؤمنون من أمامهم و هم متجمعون، في حين يمارسون الأسلوب الثّاني و هو الإشارات الساخرة و الغمز و اللمز حين مرورهم هم أمام جمع من المؤمنين، لعدم تمكنهم من الضحك العلني أمام جمع المؤمنين. [1] «يتغامزون»: من (الغمز)، و هو الإشارة بالجفن أو اليد طلبا إلى ما فيه معاب، و عبّرت الآية بهذا اللفظ «التغامز» للإشارة إلى اشتراكهم جميعا في ذلك الفعل.

و لكنّهم لم يكتفوا بالنيل من المؤمنين في حضورهم من خلال الضحك و التغامز، بل تعدوا إلى حال غيابهم أيضا، حيث تنقل لنا الآية التالية، الأسلوب الثّالث بقولها: وَ إِذَا انْقَلَبُوا إِلى‌ أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ‌.

و كأنّهم في ضحكهم و تغامزهم قد نالوا فتحا كبيرا! فتأخذهم نشوة تصور الغفلة و الجهل لأن يتباهوا فيما قاموا به من فعل قبيح، و يبقون على حالة السخرية و الاستهزاء بالمؤمنين رغم غياب المؤمنين عنهم! ...

«فكهين»: جمع (فكه)، و هي صفة مشبهة من (الفكاهة) بمعنى التمازح و الضحك، مأخوذة من (الفاكهة)، و كأن لذة الخوض في هكذا حديث و سخرية كلذة أكل الفاكهة، كما و يطلق على حديث ذوي الأنس اسم (فكاهة).


[1]- ذكر المفسّرون احتمالين في ضمير «مرّوا» و «بهم»، فارجع بعضهم الأوّل الى المشركين و الثّاني إلى المؤمنين، و قال البعض الآخر عكس ذلك، و يبدو أن الاحتمال الأول أقرب بلحاظ ما ذكر أعلاه.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 43
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست