responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 407

و هذا يدل على أنّ عظمة هذه الحادثة القارعة إلى درجة لا تخطر على فكر أحد.

على أي حال، أكثر المفسّرين ذكروا أنّ «القارعة» أحد أسماء القيامة، و لكن لم يوضحوا هل أنّه اسم لمقدمات القيامة إذ تقرع هذه الدنيا، و ينطفئ نور الشمس و القمر، و تغور البحار، إذا كانت القارعة هذه فوجه تسميتها واضح.

أو إنّه اسم للمرحلة التالية .. أي مرحلة احياء الموتى، و ظهور عالم جديد، و تسميتها «القارعة»- في هذه الحالة- لما تبعثه من خوف و ذعر في القلوب ..

الآيات التالية بعضها يتناسب مع حادثة انهدام العالم، و بعضها مع إحياء الموتى، و لكن الاحتمال الأوّل أنسب، و إن ذكرت الحادثتان كلاهما في هذه الآيات متتابعتين. (مثل كثير من المواضع القرآنية الاخرى التي تخبر عن يوم القيامة) و في وصف ذلك اليوم العجيب يقول سبحانه:

يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ‌.

«الفراش» جمع فراشة، و هي الحشرة المعروفة ذات الألوان الزاهية، و قيل إنّها الجراد. و يبدو أنّ هذا المعنى مستلهم من قوله تعالى حيث يصف النّاس يوم القيامة كَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ [1]، لكن المعنى اللغوي للكلمة هو الحشرة المعروفة.

و التشبيه بالفراش قد يكون لأن هذه الحشرات تلقي بنفسها بشكل جنوني في النّار، و هذا ما يفعله أهل السيئات إذ يلقون بأنفسهم في جهنّم.

و يحتمل أن يكون التشبيه لما يصيب جميع النّاس في ذلك اليوم من حيرة.

و إن كان الفراش بمعنى الجراد فوجه التشبيه هو إنّ الجراد- خلافا لكل الحيوانات التي تطير بشكل جماعي- ليس لها مسير مشخص في حركتها، و كل‌


[1]- القمر، الآية 7.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 407
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست