عبارة «زلزلها» تعني أنّ الأرض بأجمعها تهتز في ذلك اليوم (خلافا للزلازل
العادية الموضعية عادة) أو أنّها إشارة إلى الزلزلة المعهودة، أي زلزلة يوم
القيامة [1].
و «الأثقال» ذكر لها المفسّرون معاني متعددة. قيل إنّها البشر الذين يخرجون من
أجداثهم على أثر الزلزال. كما جاء في قوله سبحانه: وَ أَلْقَتْ ما فِيها وَ تَخَلَّتْ[2].
و قيل إنّها الكنوز المخبوءة التي ترتمي إلى الخارج، و تبعث الحسرة في قلوب
عبّاد الدنيا [3].
و يحتمل أيضا أن يكون المقصود إخراج المواد الثقيلة الذائبة في باطن الأرض، و
هو ما يحدث أثناء البراكين و الزلازل، فإنّ الأرض في نهاية عمرها تدفع ما في
أعماقها إلى الخارج على أثر ذلك الزلزال العظيم.
يمكن الجمع بين هذه التفاسير.
في ذلك الجو المليء بالرهبة و الفزع، تصيب الإنسان دهشة ما بعدها دهشة فيقول
في ذعر: ما لهذه الأرض تتزلزل و تلقي ما في باطنها؟
وَ قالَ الْإِنْسانُ ما لَها.
و ذهب بعض المفسّرين إلى أنّ الإنسان في الآية هو الكافر الذي كان شاكا في
المعاد و البعث، و لكن الظاهر أنّ الإنسان هنا له معنى عام يشمل كل أفراد البشر.
فالدهشة من وضع الأرض في ذلك اليوم لا يختص بالكافرين.
و هل هذا السؤال التعجبي يرتبط بالنفخة الاولى أو الثّانية؟ أي هل يرتبط
[1]- بالمعنى الأوّل الإضافة لها معنى
العموم، و في الحالة الثانية معنى العهد. ثمّ إنّ الزلزال بكسر الزاي مصدر، و
الزلزال بفتح الزاي اسم مصدر، و هذه القاعدة جارية في الفعل الرباعي المضاعف مثل
(صلصال) و (وسواس).