ذكرنا أنّ أكثر المفسّرين يذهبون إلى أنّ هذه السّورة أوّل ما نزل من القرآن،
و قيل إنّ المفسّرين يجمعون على نزول الآيات الخمس الأوائل في بداية نزول الوحي
على الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و مضمون الآيات يؤيد ذلك.
و جاء في الرّوايات أن محمّدا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كان في غار حراء
حين نزل عليه جبرائيل و قال له: اقرأ يا محمّد. قال: ما أنا بقارئ، فاحتضنه
جبرائيل و ضغطه و قال له: اقرأ يا محمّد و تكرر الجواب. ثمّ أعاد جبرائيل عمله
ثانية و سمع نفس الجواب. و في المرّة الثّالثة قال: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ... إلى آخر الآيات الخمس الأوّل من السّورة.
قال ذلك و اختفى عن أنظار النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.
رسول اللّه أحسّ بتعب شديد بعد هبوط أولى أشعة الوحي عليه فذهب إلى