responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 301

تكون دليلا على نصب علي بن أبي طالب. ثمّ ينقل عن الزمخشري في الكشّاف قوله: لو أمكن للشيعة مثل هذا التّفسير، فالنواصب (أعداء علي) يمكنهم أن يفسّروا الآية على أنّها أمر بالنصب (ببغض علي) [1].

ترى هل أنّ الشيعة بحاجة إلى تغيير قراءة الآية كي يستدلوا بها على ولاية علي؟! لا طبعا، بل هذه القراءة المعروفة تكفي للتفسير المذكور. لأنّها تقول: إذا فرغت من مهمّة مثل مهمّة الرسالة فابدأ بمهمّة أخرى كمهمّة الولاية، و هذا مقبول باعتباره أحد مصاديق. و نعلم أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- حسب حديث الغدير المعروف و أحاديث أخرى منتشرة في الصحاح و المسانيد- كان في سعي مستمر هي هذا المجال.

و لكن المؤسف جدّا أنّ يدفع التعصب برجل عالم مثل «الزمخشري» لأنّ يجيز لنفسه القول أنّ النواصب يمكنهم أن يفسّروا الآية أيضا على أنّها أمر ببغض علي!! أي تعبير ركيك هذا في حق شخص يؤمن به الزمخشري على أنّه الخليفة الرابع للمسلمين! حقّا إنّ مزالق التعصب سيئة! 2- العالم المعتزلي المعروف «ابن أبي الحديد» يروي في «شرح نهج البلاغة» عن «الزبير بن بكار» و هو رجل- كما يقول ابن أبي الحديد- غير شيعي و غير خصم لمعاوية، بل فارق عليّا و التحق بمعارضيه- و الزبير هنا يروي عن ابن «المغيرة بن شعبة» يقول: دخلت مع أبي على معاوية، فكان أبي يأتيه، فيتحدث معه، ثمّ ينصرف إليّ فيذكر معاوية و عقله، و يعجب بما يرى منه، إذ جاء ذات ليلة، فأمسك عن العشاء، و رأيته مغتمّا فانتظر ساعة، و ظننت أنّه لأمر حدث فينا، فقلت: ما لي أراك مغتمّا منذ الليلة؟ فقال: يا بني، جئت من عند أكفر النّاس‌


[1]- روح المعاني، ج 30، ص 172؛ تفسير الكشاف، ج 4، ص 772.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 301
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست