responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 297

عزّ و جلّ: إذا ذكرت ذكرت معي».

(و كفى بذلك منزلة).

و التعبير بكلمة (لك) تأكيد على رفعة ذكر النبيّ رغم كل عداء المعادين و موانع الصّادين.

و قد ذكرنا أنّ هذه السّورة مكيّة، بينما الآية الكريمة تتحدث عن انتشار الإسلام، و تجاوز عقبات الدعوة، و إزالة الأعباء التي كانت تثقل كاهل الرّسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و ارتفاع ذكر النّبي في الآفاق ... و هذا ما حدث في المدينة لا في مكّة.

قيل: إنّ السّورة تبشّر النّبي بما سيلقاه في المستقبل، و كان ذلك سببا لزوال الحزن و الهم من قلبه، و قيل أيضا: إنّ الفعل الماضي هنا يعني المستقبل.

و لكن الحق أنّ قسما من هذه الأمور قد تحقق في مكّة خاصّة في أواخر السنين الثلاث عشرة الاولى من الدعوة قبل الهجرة، تغلغل الإيمان في قلوب كثير من النّاس و خفّت وطأة المشاكل، و ذاع صيت النّبي في كلّ مكان، و تهيأت الأجواء لانتصارات أكبر في المستقبل.

شاعر النّبي «حسان بن ثابت» ضمّن معنى الآية الكريمة في أبيات جميلة، و قال:

و ضمّ الإله اسم النّبي إلى اسمه‌

إذ قال في الخمس المؤذن أشهد

و شقّ له من اسمه ليجلّه‌

فذو العرش «محمود» و هذا «محمّد»

الآية التالية تبشّر النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بأعظم بشرى، و تقول:

فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً و يأتي التأكيد الآخر:

إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً لا تغتمّ أيّها النّبي، فالمشاكل و العقبات لا تبقى على هذه الحالة، و دسائس الأعداء لن تستمر، و شظف العيش و فقر المسلمين سوف لا يظلّ على هذا المنوال.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 297
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست