responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 294

تشمل السعة العلمية للنّبي عن طريق الوحي و الرسالة، و تشمل أيضا توسعة قدرة النّبي في تحمله و استقامته أمام تعنت الأعداء و المعارضين.

و لذلك حين امر موسى بن عمران عليه السّلام بدعوة فرعون: اذْهَبْ إِلى‌ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى‌ دعا ربّه و قال: رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَ يَسِّرْ لِي أَمْرِي‌ [1].

و في موضع آخر يخاطب اللّه نبيّه بقوله سبحانه: فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَ لا تَكُنْ كَصاحِبِ الْحُوتِ‌ [2] أي لا تكن كيونس الذي ترك الصبر فوقع في المشاكل و لاقى أنواع الإرهاق.

و شرح الصدر يقابله «ضيق الصدر»، كما في قوله تعالى: وَ لَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِما يَقُولُونَ‌ [3].

و لا يمكن أساسا لقائد كبير أن يجابه العقبات دون سعة صدر. و من كانت رسالته أعظم (كرسالة النّبي الأكرم) كانت الضرورة لشرح صدره أكبر، ... كي لا تزعزعه العواصف و لا تثني عزمه الصعاب و لا تبعث في نفسه اليأس مكائد الأعداء، و لا يضيق بالملتوي من الأسئلة. و هذه كانت أعظم هبة إلهية لرسول ربّ العالمين.

لذلك‌

روي عنه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أنّه قال: لقد سألت ربّي مسألة وددت أنّي لم أسأله. قلت:

أي ربّ إنّه قد كان أنبياء قبلي منهم من سخرت له الريح و منهم من كان يحي الموتى. قال، فقال: ألم أجدك يتيما فآويتك؟ قال: قلت: بلى. قال: ألم أجدك ضالا فهديتك؟ قال: قلت: بلى أي ربّ، قال: ألم أشرح لك صدرك و وضعت عنك وزرك؟ قال: قلت: بلى أي ربّ‌ [4].


[1]- طه، الآية 25- 26.

[2]- القلم، الآية 48.

[3]- الحجر، الآية 97.

[4]- مجمع البيان، ج 10، ص 508.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 294
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست