responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 275

يستقر و يخلو من الأمواج الصاخبة يسمى «بحر ساج».

و المهم في الليل- على أي حال- هدوؤه و سكينته ممّا يضفي على روح الإنسان و أعصابه هدوء و ارتياحا، و يعدّه لممارسة نشاط يوم غد، و هو لذلك نعمة مهمّة استحقت القسم بها.

بين القسمين و محتوى السّورة تشابه كبير و ارتباط وثيق. النهار مثل نزول نور الوحي على قلب النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و الليل كانقطاع الوحي المؤقت، و هو أيضا ضروري في بعض المقاطع الزمنية.

و بعد القسمين، يأتي جواب القسم، فيقول سبحانه: ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَ ما قَلى‌.

«قلى» من «قلا»- على وزن صدا- و هو شدّة البغض، و من القلو أيضا بمعنى الرّمي. و كلا المعنيين يعودان إلى أصل واحد- في رأي الراغب الأصفهاني- فكأن المقلّو هو الذي يقذفه القلب من بغضه فلا يقبله.

على أي حال، في هذا التعبير سكن لقلب النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و تسلّ له، ليعلم أن التأخير في نزول الوحي إنّما يحدث لمصلحة يعلمها اللّه تعالى، و ليست- كما يقول الأعداء- لترك اللّه نبيّه أو لسخطه عليه. فهو مشمول دائما بلطف اللّه و عنايته الخاصّة، و هو دائما في كنف حماية اللّه سبحانه.

وَ لَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى‌.

أنت في هذه الدنيا مشمول بالطاف اللّه تعالى، و في الآخرة أكثر و أفضل. أنت آمن من غضب اللّه في الأمد القريب و البعيد. و باختصار أنت عزيز في الدنيا و الآخرة ... في الدنيا عزيز و في الآخرة أعزّ ...

قيل إن «الآخرة» و «الأولى» يشيران إلى بداية عمر النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و نهايته، أي إنّك ستستقبل في عمرك نصرا و نجاحا أكثر ممّا استدبرت. و في ذلك إشارة إلى اتساع رقعة انتشار الإسلام و انتصارات المسلمين المتلاحقة على الأعداء،

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 275
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست