responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 235

و لو كان المراد من النفس الروح و الجسم معا، فالتسوية تشمل أيضا ما في البدن من أنظمة و أجهزة يدرسها علم التشريح و علم الفسلجة.

و في القرآن الكريم وردت «نفس» بكلا المعنيين، بمعنى الروح، كقوله سبحانه في الآية (42) من سورة الزمر: اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها ...

و بمعنى الجسم، كقوله سبحانه في الآية (33) من سورة القصص: قالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْساً فَأَخافُ أَنْ يَقْتُلُونِ‌.

و الأنسب هنا أن يكون معنى النفس هنا شاملا للمعنيين لأن قدرة اللّه سبحانه تتجلى في الإثنين معا.

و يلاحظ أن الآية ذكرت كلمة «نفس» نكرة و في ذلك إشارة إلى ما في النفس من عظمة تفوق قدرة التصوّر و إلى ما يحيطها من إبهام، يجعلها موجودا مجهولا.

و هذا ما حدا ببعض العلماء المعاصرين أن يتحدث عن الإنسان في كتابه تحت عنوان: «الإنسان ذلك المجهول».

الآية التالية تتناول أهم ظاهرة في الخليقة و تقول: فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَ تَقْواها.

نعم، حين اكتملت خلقة الإنسان و تحقق وجوده، علّمه اللّه سبحانه الواجبات و المحظورات. و بذلك أصبح كائنا مزيجا في خلقته من «الحمأ المسنون» و «نفخة من روح اللّه»، و مزيجا في تعليمه من «الفجور» و «التقوى». أصبح بالتالي كائنا يستطيع أن يتسلق سلّم الكمال الإنساني ليفوق الملائكة، و من الممكن أن ينحط لينحدر عن مستوى الأنعام و يبلغ مرحلة بَلْ هُمْ أَضَلُ‌. و هذا يرتبط بالمسير الذي يختاره الإنسان عن إرادة.

«ألهمها» من الإلهام، و هو في الأصل بمعنى البلع و الشرب، ثمّ استعمل في إلقاء الشي‌ء في روع الإنسان من قبل اللّه تعالى، و كأن الإنسان يبتلع ذلك الشي‌ء و يتشرّبه بجميع وجوده.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 235
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست