responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 233

مئوية في وسط النهار، و معها لا يبقى موجود حي نعرفه، على قيد الحياة، و في وسط الليل تنخفض درجة الحرارة كثيرا تحت الصفر بحيث يتجمد حتما أي موجود حيّ لو قدّر له أن يكون هناك.

و يلاحظ أن الأفعال المذكورة في الآيات السابقة وردت بصيغة الماضي بينما وردت في هذه الآية بصيغة المضارع، و لعل هذا الاختلاف يشير إلى أنّ ظهور الليل و النهار من الحوادث التي لا تختص بزمان معين، بل تشمل الماضي و الحاضر. من هنا كانت الأفعال ماضية تارة و مضارعة اخرى لبيان عمومية هذه الحوادث في مجرى الزمان.

و في القسمين السادس و السابع تحلّق بنا الآية إلى السماوات و خالق السماوات: وَ السَّماءِ وَ ما بَناها.

أصل خلقة السماوات بما فيها من عظمة مدهشة من أعظم عجائب الخليقة.

و بناء كلّ هذه الكواكب و الأجرام السماوية و ما يحكمها من أنظمة أعجوبة اخرى ... و أهم من كلّ ذلك ... خالق هذه السماوات.

و يلاحظ في عبارة «وَ ما بَناها» أنّ «ما» تستعمل في العربية لغير العاقل، و لا يصح استعمالها في موضع الحديث عن الباري العليم الحكيم سبحانه. و لذا ذهب بعض إلى أنّها مصدرية لا موصولة، و بذلك يكون معنى الآية الكريمة: «و السماء و بنائها» غير أنّ الآيات التالية: وَ نَفْسٍ وَ ما سَوَّاها فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَ تَقْواها، لا يدع بما لا للشك أن «ما» موصولة، و تعود إلى اللّه سبحانه خالق السماوات، و ورد في مواضع أخرى من القرآن الكريم استعمال «ما» للعاقل، كقوله سبحانه:

فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ.

من المفسّرين من قال إنّ «ما» استعملت هنا لتطرح مسألة المبدأ بشكل مبهم كي يستطيع البشر بالدراسة و النظر أن يتوصلوا إلى علم بالمبدأ سبحانه و حكمته، ليتبدل بعد ذلك «ما» إلى «من» أي من الشي‌ء المجهول الذي يعبّر عنه ب «ما» إلى‌

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 233
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست