responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 231

و لقد ذكرنا آنفا أن القسم في القرآن يستهدف مقصدين:

الأوّل: بيان أهمية ما جاء القسم من أجله.

و الثّاني: أهمية ما أقسم به القرآن، لأنّ القسم عادة يكون بالمهم من الأمور من هنا تعمل هذه الأقسام على تحريك الفكر في الإنسان كي يمعن النظر في هذه الموضوعات الهامّة من عالم الخليقة، و ليتخذ منها سبيلا إلى اللّه سبحانه و تعالى.

«الشمس» ذات دور هام و بنّاء جدّا في الموجودات الحية على ظهر البسيطة فهي إضافة إلى كونها مصدرا للنور و الحرارة- و هما عاملان أساسيان في حياة الإنسان- تعتبر مصدرا لغيرهما من المظاهر الحياتية، حركة الرياح، و هطول الأمطار، و نمو النباتات، و جريان الأنهر و الشلالات، بل حتى نشوء مصادر الطاقة مثل النفط و الفحم الحجري ... كل واحد منها يرتبط- بنظرة دقيقة- بنور الشمس.

و لو قدر لهذا المصباح الحياتي أن ينطفئ يوما لساد الظلام و السكوت و الموت في كل مكان.

«الضحى» في الأصل انتشار نور الشمس، و هذا ما يحدث حين يرتفع قرص الشمس عن الأفق و يغمر النور كل مكان، ثمّ يطلق على تلك البرهة من اليوم اسم «الضحى»، و القسم بالضحى لأهميته، لأنّه وقت هيمنة نور الشمس على الأرض.

و القسم الثّالث بالقمر: وَ الْقَمَرِ إِذا تَلاها. و هذا التعبير- كما ذهب إلى ذلك جمع من المفسّرين- إشارة إلى القمر حين يكتمل و يكون بدرا كاملا في ليلة الرابع عشر من كلّ شهر، ففي هذه الليلة يطل القمر من أفق المشرق متزامنا مع غروب الشمس. فيسطع بجماله النّير و يهيمن على جوّ السماء، و لجماله و بهائه في هذه الليلة أكثر من أيّة ليلة اخرى جاء القسم به في الآية الكريمة.

و احتمل بعضهم أن يكون في تعبير الآية إشارة إلى تبعية القمر بشكل دائم للشمس، و اكتساب النور من ذلك المصدر المشعّ، غير أن عبارة وَ الْقَمَرِ إِذا تَلاها تكون في هذه الحالة قيدا توضيحيا.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 231
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست