هذه السّورة هي في الواقع سورة تهذيب النفس، و تطهير القلوب من الأدران، و
معانيها تدور حول هذا الهدف، و في مقدمتها قسم بأحد عشر مظهرا من مظاهر الخليقة و
بذات الباري سبحانه، من أجل التأكيد على أن فلاح الإنسان يتوقف على تزكية نفسه، و
السّورة فيها من القسم ما لم يجتمع في سورة اخرى.
و في المقطع الأخير من السّورة ذكر لقوم «ثمود» باعتبارهم نموذجا من أقوام طغت
و تمردت، و انحدرت- بسبب ترك تزكية نفسها- إلى هاوية الشقاء الأبدي، و العقاب
الإلهي الشديد.
و هذه السّورة القصيرة- في الواقع- تكشف عن مسألة مصيرية هامّة من مسائل
البشرية، و تبيّن نظام القيم في الإسلام بالنسبة إلى أفراد البشر.
فضيلة السّورة:
يكفي في تلاوة هذه السّورة أن نذكر
حديثا عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: «من قرأها فكأنّما تصدّق بكلّ شيء طلعت عليه الشمس و القمر» [1]
و من المؤكّد أنّ هذه الفضيلة الكبرى لا ينالها إلّا من استوعب محتواها بكلّ
وجوده، و وضع مهمّة تهذيب النفس نصب عينيه دائما.