responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 182

ممّا لا شكّ فيه أنّ ثمود قوم قد وصلوا إلى أعلى درجات التمدن في زمانهم، و لكنّ ما يذكر عنهم في بعض كتب التّفسير، يبدو و كأنّه مبالغ فيه أو اسطورة، كأن يقولوا: إنّهم بنوا ألفا و سبعمائة مدينة من الحجر! و تتعرض الآية التالية لقوم ثالث: وَ فِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتادِ.

أي: ألم تر ما فعل ربّك بفرعون الظالم المقتدر؟! «أوتاد»: جمع (وتد)، و هو ما يثبّت به.

و لم وصف فرعون بذي الأوتاد؟

و ثمّة تفاسير مختلفة:

الأوّل: لأنّه كان يملك جنودا و كتائبا كثيرة، و كانوا يعيشون في الخيم المثبتة بالأوتاد.

الثّاني: لما كان يستعمل من أساليب تعذيب من يغضب عليهم، حيث غالبا ما كان يدق على أيديهم و أرجلهم بأوتاد ليثبتها على الأرض، أو يضعهم على خشبة و يثبتهم بالأوتاد، أو يدخل الأوتاد في أيديهم و أرجلهم و يتركهم هكذا حتى يموتوا.

و ورد هذا الكلام في رواية نقلت عن الإمام الصادق عليه السّلام‌ [1].

و تنقل كتب التاريخ إنّه قد عذّب زوجته «آسية» بتلك الطريقة البشعة حتى الموت، لأنّها آمنت بما جاء به موسى عليه السّلام و صدّقت به.

الثّالث: «ذي الأوتاد»: كناية عن قدرة و استقرار الحكم.

و لا تنافي فيما بين التفاسير الثلاثة، و يمكن إدخالها جميعها في معنى الآية.

و ينتقل القرآن العرض ما كانوا يقومون به من أعمال: الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ .. فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسادَ


[1]- تفسير نور الثقلين، ج 5، ص 571، الحديث (6)، كما نقله عن علل الشرائع.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 20  صفحة : 182
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست