بعد أن تضمّنت الآيات الاولى خمسة أقسام حول معاقبة الطغاة، تأتي هذه الآيات
لتعرض لنا نماذج من طواغيت الأرض من الذين توفرت لهم بعض سبل القوّة و القدرة،
فأهوتهم أهوائهم في قاع الغرور و الكفر و الطغيان، و تبيّن لنا الآيات المباركة ما
حلّ بهم من عاقبة أليمة، محذرة المشركين في كلّ عصر و مصر على أن يرعووا و يعودوا
إلى رشدهم بعد أن يعيدوا حسابهم و يستيقظوا من غفلتهم، لأنّهم مهما تمتعوا بقوّة و
قدرة فلن يصلوا لما وصل إليه الأقوام السالفة، و ينبغي الاتعاظ بعاقبتهم، و إلّا
فالهلاك و العذاب الأبدي و لا غير سواه.