و وردت الإشارة إلى هذا المعنى في روايات أهل البيت عليهم السّلام أيضا [1] و المهم .. إنّ
الألف و اللام في «الشفع و الوتر» إن كانا للتعميم، فكلّ المعاني تجتمع فيهما، و
كلّ معنى سيكون مصداق من مصاديق «الشفع» و «الوتر»، و لا داعي و الحال هذه إلى حصر
التّفسير بإحدى المعاني المذكورة، بل كلّ منها تطبيق على مصداق بارز.
أمّا إذا كانا للتعريف، فستكون إشارتهما إلى زوج و فرد خاصين، و في هذه الحال
سيكون تفسيران من التّفاسير المذكورة أكثر من غيرهما مناسبة و قربا مع مراد الآية،
و هما:
الأوّل: المراد بهما يومي العيد و عرفة، و هذا ما يناسب ذكر الليالي العشر
الاولى من شهر ذي الحجّة، و فيهما تؤدى أهم فقرات مناسك الحج.
الثّاني: أنّهما يشيران إلى «الصلاة»، بقرينة ذكر «الفجر»، و هو وقت السحر و
وقت الدعاء و التضرع إلى اللّه عزّ و جلّ.
و قد ورد هذان التّفسيران في روايات عن أئمّة أهل البيت المعصومين عليهم
السّلام.
و نصل هنا، إلى القسم الخامس: وَ
اللَّيْلِ إِذا يَسْرِ[2].
فما أدّق هذا التعبير و أجمله؟! فقد نسب السير إلى الليل، و ذلك لأنّ «يسر» من
(سرى) و هو السير ليلا على قول الراغب في مفرداته.
و كأنّ الوصف يقول: بأنّ الليل موجود حسي، له حس و حركة، و هو يخطو في ظلمته
وصولا لنور النهار.
نعم، قسما بالظلام السائر نحو النور، قسما بالظلام المتحرك، لا الثابت الذي
يثير الخوف و الرعب في الإنسان، و الليل يكون ذا قيمة فيما لو كان سائرا نحو
النور.