(و يذكر أن (الضرع) بمعنى الضعف و
الذلة و الخضوع). [1] و لا
تعارض بين هذه التفاسير، و يمكن قبولها كلها في تفسير الآية المذكورة.
و تصف لنا الآية التالية ذلك الطعام: لا
يُسْمِنُ وَ لا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ.
فهو ليس لسد جوع أو تقوية بدن، و إنّما هو طعام يغص به، ايغالا في العذاب، كما
ورد هذا المعنى في الآية (13) من و سورة المزمل: وَ طَعاماً ذا غُصَّةٍ وَ عَذاباً أَلِيماً.
فالذين شرهوا في تناول ألذ المأكولات في دنياهم، على حساب ظلم النّاس و
التجاوز على حقوقهم، و منعوا لقمة العيش عن كثير من المحرومين، فليس في طعام
آخرتهم سوى العذاب الأليم.
و نعود لنكرر القول: إنّ ما نصفه و نتصوره عن نعيم الجنّة و عذاب جهنم، لا
يتعدى عن كونه مجرد إشارات و أشباح نراها من بعيد و نحن نعيش في سجن الدنيا
المحدود، و إلّا فحقيقة ما سينعم به أهل الجنّة و ما يعانيه أهل النّار فمما لا
يمكن لأحد وصفه!.
[1]- بحثنا موضوع طعام أهل النّار،
الذي يسميه القرآن تارة ب «الضريع» و اخرى ب «الزقوم» و ثالثة ب «غسلين»، و ما
بينها من تفاوت .. في ذيل الآية (36) من سورة الحاقة.