responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 2  صفحة : 763

في سبيل اللّه أو مدى نفاقه و عدائه للّه تعالى، و تبدأ هذه الدرجات من الصفر و تستمر إلى خارج حدود التصوّر.

هذا و قد نقل في رواية عن الإمام علي بن موسى الرضا عليه السّلام أنه قال: «الدرجة ما بين السماء و الأرض» [1].

و

جاء في حديث آخر «إن أهل الجنة ليرون أهل عليين كما يرى النجم في أفق السماء» [2]

بيد أننا يجب أن نعلم أن «الدرجة» تطلق عادة على تلك الوسيلة التي يرتقي بها الإنسان و يصعد إلى مكان مرتفع، في حين أن الدرجات التي يستخدمها الإنسان للنزول من مكان مرتفع إلى مكان منخفض تسمى «دركا» و لهذا جاء في شأن الأنبياء عليهم السّلام في سورة البقرة الآية 253 وَ رَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ‌ و جاء في حقّ المنافقين في سورة النساء الآية 145 إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ و لكن حيث كان البحث في الآية الحاضرة حول كلا الفريقين غلب جانب المؤمنين، فكان التعبير بالدرجة دون غيرها إذ قيل‌ هُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ اللَّهِ‌.

ثمّ يقول سبحانه في ختام هذه الآية وَ اللَّهُ بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ‌ أي أنه سبحانه عالم بأعمالهم جميعا فهم يعلم جيدا من يستحق أية درجة من الدرجات، بحيث تليق بنيته و إيمانه و علمه.

مع أسلوب تربوي قرآني مؤثر

هناك الكثير من الحقائق المتعلقة و المرتبطة بالقضايا الدينية أو الخلقية أو الاجتماعية، يطرحها القرآن الكريم في قالب التساؤل و الاستفهام تاركا للسامع- و بعد أن يضعه أمام كلا جانبي القضية- أن يختار هو بمعونة من فكره، و انطلاقا من تحليله و تقويمه.


[1]- نور الثقلين: ج 1 ص 406.

[2]- تفسير مجمع البيان عند تفسير الآية.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 2  صفحة : 763
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست