بعد الإشارة
إلى الطائفتين (المؤمنين المخلصين و المنافقين المفسدين) في الآيات السابقة تدعو
هذه الآيات الكريمة كلّ المؤمنين إلى السّلم و الصلح و تقول:
يا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً.
(سلم) و (سلام) في اللّغة بمعنى الصّلح و الهدوء
و السكينة، و ذهب البعض إلى تفسيرها بمعنى الطّاعة، فتدعوا هذه الآية الكريمة جميع
المؤمنين إلى الصلح و السّلام و التسليم إلى أوامر اللّه تعالى، و يستفاد من مفهوم
هذه الآية أنّ السّلام لا يتحقّق إلّا في ظلّ الإيمان، و أنّ المعايير و المفاهيم
الأرضيّة و الماديّة غير قادرة على إطفاء نار الحروب نار الحروب في الدنيا، لأنّ
عالم المادّة و التعلّق به مصدر جميع الاضطرابات و النّزاعات دائما، فلو لا القوّة
المعنويّة للايمان لكان الصّلح