وَ ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَ مَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ
بِما غَلَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَ هُمْ
لا يُظْلَمُونَ (161)
التّفسير
الخيانة ممنوعة مطلقا:
بالنظر إلى الآية السابقة التي نزلت بعد الآيات المتعلقة بوقعة «أحد» و بالنظر
إلى رواية نقلها جمع من مفسري الصدر الأول، تعتبر هذه الآية ردا على بعض التعللات
الواهية التي تمسك بها بعض المقاتلين، و توضيح ذلك هو: إن بعض الرماة عند ما
أرادوا ترك مواقعهم الحساسة في الجبل لغرض جمع الغنائم، أمرهم قائدهم بالبقاء
فيها، لأن الرسول لن يحرمهم من الغنائم، و لكن تلك الجماعة الطامعة في حطام الدنيا
اعتذرت لذلك بعذر يخفي حقيقتهم الواقعية، إذ قالوا:
نخشى أن يتجاهلنا النبي عند تقسيم الغنائم فلا يقسم لنا، قالوا هذا و أقبلوا
على جمع الغنائم تاركين مواقعهم التي كلفهم الرسول بحراستها فوقع ما وقع من عظائم
الأمور و جلائل المصائب.