responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 2  صفحة : 725

حياة الأمم السابقة و سلوكهم مع أنبيائهم، و كيفية تعاملهم مع المشكلات الطارئة، و كيفية التغلب عليها، و هو درس من شأنه أن يربيهم و يعدّهم للحوادث المستقبلة، و المعارك القادمة.

وقفات اخرى عند هذه الآيات‌

ثمّ إن هناك في هذه الآيات نقاطا هامة أخرى جديرة بالتوجه و الالتفات نشير إليها فيما يلي:

1- الصبر- كما أشرنا إليه سابقا- يعني الثبات و الصمود، و لهذا جاء في هذه الآية في مقابل «الضعف و الاستكانة» كما و يدل على ذلك كون الصابرين في رديف المحسنين إذ قال في الآية الأولى: وَ اللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ‌ و قال في الآية الثالثة وَ اللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ‌ و هو إشعار بأن الإحسان لا يمكن إلّا بالثبات و الصمود و الصبر، لأن المحسن تواجهه آلاف المشاكل، فإذا لم يكن مزودا بالصمود و الصبر و الثبات و الاستقامة لم يمكنه الاستمرار في عمله، بل سرعان ما يتركه في خضم المشكلات.

2- إن المجاهدين الحقيقيين هم الذين لا ينسبون الهزيمة إلى غيرهم، أو يسندونها إلى عوامل و أسباب خيالية و وهمية، بل يبحثون عنها في نفوسهم و ذواتهم، و يحاولون- بصدق- التخلص منها من خلال تصحيح الأخطاء، و ترميم الثغرات، بل لا يتلفظون بكلمة الهزيمة، إنما يعبرون عنها بالإسراف، و الإفراط غير المبرر، تماما على العكس منا اليوم حيث نسعى غالبا لأن نتجاهل هزائمنا بالمرة، و أن ننسبها إلى عوامل خارجية لا تمت إلى ذواتنا بصلة، و لا ترتبط بسلوكنا و أفكارنا، و لهذا فإننا لا نفكر في إصلاح الأخطاء، و إزالة نقاط ضعفنا.

3- لقد عبرت الآية الثالثة عن الجزاء الدنيوي بثواب الدنيا، و لكنها عبرت‌

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 2  صفحة : 725
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست