يعتبر القرآن الكريم ربط الماضي بالحاضر و الحاضر بالماضي أمرا ضروريا لفهم
الحقائق، لأن الارتباط بين هذين الزمانين (الماضي و الحاضر) يكشف عن مسئولية
الأجيال القادمة، و يوقفها على واجبها، و لهذا قال سبحانه: قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي
الْأَرْضِ فَانْظُروا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ.
و هذا يعني أن للّه في الأمم سننا لا تختص بهم، بل هي قوانين و سنن عامة في
الحياة تجري على الحاضرين كما جرت على الماضين سواء بسواء، و هي سنن للتقدّم و
البقاء و سنن للتدهور و الاندحار، التقدّم للمؤمنين المجاهدين المتحدين الواعين، و
التدهور و الاندحار للأمم المتفرقة المتشتتة الكافرة الغارقة في الذنوب و الآثام.