responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 2  صفحة : 613

الجاهلية فقال: قد اجتمع ملأ بني قيلة بهذه البلاد، لا و اللّه ما لنا معهم- إذا اجتمع ملؤهم بها- من قرار، فأمر شابا من يهود كان معه، فقال: اعتمد إليهم فاجلس معهم، ثمّ أذكر يوم «بعاث» و ما كان قبله، و أنشدهم بعض ما كانوا ما يتقاولون فيه من الأشعار.

و كان يوم «بعاث» يوما اقتتلت فيه الأوس و الخزرج، و كان الظفر فيه يومئذ للأوس على الخزرج، و كان يرأس الأوس يومئذ حضير بن سماك الأشهلي أبو أسيد بن حضير، و يرأس الخزرج يومئذ عمرو النعمان البياضي، فقتلا جميعا.

ففعل ذلك الشاب ما أراده «شأس» فتكلّم القوم عند ذلك، و تنازعوا و تفاخروا حتّى تواثب رجلان من الحيين، و تقاولا، و راح أحدهما يهدد الآخر، و كادت نيران الاقتتال تتأجج بينهم من جديد.

فبلغ ذلك رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم فخرج إليهم فيمن معه من أصحابه المهاجرين حتّى جاءهم، و قال: «يا معشر المسلمين اللّه اللّه، أ بدعوى الجاهلية و أنا بين أظهركم بعد أن هداكم اللّه للإسلام، و أكرمكم به، و قطع به عنكم أمر الجاهلية، و استنقذكم به من الكفر، و ألف به بين قلوبكم»؟

فعرف القوم أنها نزعة من الشيطان و كيد من عدوهم، فبكوا و عانق الرجال من الأوس و الخزرج بعضهم بعضا ثمّ انصرفوا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم سامعين مطيعين قد أطفأ اللّه عنهم كيد عدو اللّه «شأس بن قيس»، فأنزل اللّه تعالى هذه الآيات الأربع، الأوليان في شأس بن قيس و ما صنع. و الآخريان لانذار المسلمين و تحذيرهم.

التّفسير

مفرقو الصفوف و مثيرو الخلاف:

بعد أن فعل بعض العناصر اليهودية الحاقدة فعلتها و كادت أن تشعل نيران العداوة بين المسلمين نزل- كما عرفت في سبب النزول- قوله تعالى: قُلْ يا أَهْلَ‌

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 2  صفحة : 613
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست