responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 2  صفحة : 589

التّفسير

التوبة الباطلة:

إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ‌.

كان الكلام في الآيات السابقة يدور حول الذين يندمون حقّا على انحرافهم عن طريق الحقّ فيتوبون توبة صادقة. في هذه الآية يدور الكلام على الذين لن تقبل توبتهم، و هم الذين آمنوا أوّلا، ثمّ ارتدّوا و كفروا، و أصرّوا على كفرهم، و رفضوا الانصياع لأوامر اللّه، حتّى إذا اشتدّ عليهم الأمر اضطرّوا إلى العودة للإسلام. إنّ اللّه لن يقبل توبة هؤلاء، لأنّهم لن يتّخذوا باختيارهم خطوة في سبيل اللّه، بل هم مجبرون على إظهار الندم و التوبة بعد رؤيتهم انتصار المسلمين. لذلك فتوبتهم ظاهرية و لن تقبل.

و ثمّة احتمال آخر في تفسير هذه الآية هو: أنّ أمثال هؤلاء الأشخاص عند ما يرون أنفسهم على أعتاب الموت و نهاية العمر قد يندمون و يتوبون حقّا. غير أنّ توبتهم لن تقبل، لأنّ وقت التوبة يكون قد انتهى، كما سيأتي شرحه. و هذا نظير قوله تعالى في الآية 18 من سورة النساء: وَ لَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ حَتَّى إِذا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ‌.

و قيل: من المحتمل أن يكون معنى الآية: إنّ التوبة عن الذنوب العادية في حال الكفر لن تقبل. أي إذا أصرّ أحدهم على المضي في طريق الكفر، ثمّ تاب عن ذنوب معيّنة كالظلم و الغيبة و أمثالهما، فإنّ توبته هذه لا طائل وراءها و لن تقبل، و ذلك لأنّ غسل التلوّث الظاهر عن الروح و النفس، مع بقاء التلوّث الأعمق في الباطن، لا فائدة منه.

لا بدّ أن نضيف هنا أنّ التفاسير المذكورة آنفا لا تعارض بينها، و قد تشملها

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 2  صفحة : 589
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست