لأنفسهم حرّية العمل، فاستندوا إلى هذا الزعم المزيّف للاعتداء على حقوق
الآخرين بدون حقّ. حيث يتلاعبون بمصائر شعوب العالم، و لا يتورّعون عن ارتكاب كلّ
اعتداء على حقوق الإنسان، و يرون القوانين مجرّد العوبة بيدهم لتحقيق مصالحهم،
فتقول: بَلى مَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ وَ اتَّقى
فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ.
تقرر هذه الآية أنّ مقياس الشخصية و القيمة الإنسانية و محبّة اللّه يتمثّل في
الوفاء بالعهد و في عدم خيانة الأمانة خاصّة، و في التقوى بشكل عامّ، أجل، إن
اللّه يحب هؤلاء، لا الخوانة الكذابين الذين يبيحون لأنفسهم غصب حقوق الآخرين و
يتجرءون كذلك على نسبتها إلى اللّه تعالى.
بحث
1- اعتراض:
قد يقول قائل إنّ الإسلام قرّر أيضا مثل هذا الحكم بالنسبة لأموال الأجانب، إذ
أنّه يجيز الاستيلاء على أموالهم.
الجواب:
إنّ اتّهام الإسلام بهذا افتراء لا شكّ فيه، إذ أنّ من أحكام الإسلام القاطعة
الواردة في كثير من الأحاديث، هو «ليس من الجائز خيانة الأمانة سواء أ كانت
الأمانة تخصّ مسلما أم غير مسلم، و حتّى المشرك و عابد الأصنام».
في حديث معروف عن الإمام السجاد عليه السّلام قال: «عليكم بأداء الأمانة، فوالذي بعث محمّدا بالحقّ نبيا لو أنّ قاتل أبي الحسين
بن علي بن أبي طالب ائتمنني على السيف الذي قتله به لأدّيته إليه» [1].