يقول التاريخ: عند ما استقرّ الإسلام نسبيّا في الحجاز، أرسل رسول اللّه صلى
اللّه عليه و آله و سلّم رسائل إلى عدد من كبار رؤساء العالم في ذلك العصر. في بعض
هذه الرسائل استند إلى هذه الآية الداعية إلى التوحيد- المبدأ المشترك بين الأديان
السماوية-.
«بسم اللّه الرحمن الرحيم، من محمّد
بن عبد اللّه إلى المقوقس عظيم القبط، سلام على من اتّبع الهدى. أمّا بعد فإنّي
أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تسلم، يؤتك اللّه أجرك مرّتين، فإن تولّيت فإنّما عليك
إثم القبط [2]. يا
أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا و بينكم أن لا نعبد إلّا اللّه و لا نشرك
به شيئا و لا يتّخذ بعضنا بعضا أربابا من دون اللّه فإن تولّوا فقولوا اشهدوا بأنّا
مسلمون»
حمل «حاطب بن أبي بلتعة» رسالة النبيّ صلى اللّه عليه و آله و سلّم إلى
المقوقس حاكم مصر، فوجده قد رحل إلى الإسكندرية، فركب إليه، و سلّمه الرسالة، ثمّ
قال لحاطب:
ما منعه إن كان نبيّا أن يدعو على من خالفه و أخرجه من بلده إلى غيرها أن
يسلّط عليهم؟
[1]- المقوقس: حاكم مصر من قبل هرقل
ملك الروم، و كان نصرانيا.