responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 2  صفحة : 506

الادّعاء بأنّه يفعل كذا و كذا بإذن اللّه، و لكنّه لم يفعل منها شيئا أبدا! فإذا كان هذا الرأي قابلا للنقاش هنا، فإنّ ما جاء في الآية 110 من سورة المائدة لا مجال فيه لأيّ نقاش: وَ إِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ ... لأنّ الآية تقول صراحة إنّ واحدة من نعم اللّه عليك أنّك كنت تصنع من الطين طيرا حيّا بإذن اللّه.

إنّ الإصرار على أمثال هذه التأويلات لا موجب له أبدا. لأنّه إذا كان الهدف إنكار أعمال الأنبياء الخارقة للعادة، فإنّ القرآن يصرّح بها في كثير من المواضع، فإذا استطعنا- فرضا- أن نؤوّل المعجزات فكيف بسائر المعجزات التي لا يمكن تأويلها؟

ثمّ إنّنا إذا كنا نقول إنّ اللّه هو الذي يحكم قوانين الطبيعة، و ليست هي التي تحكمه، فما الذي يمنع هذه القوانين لطبيعية أن تتغيّر بأمر منه في ظروف استثنائية فتظهر حوادث بطرق غير طبيعية.

أمّا إذا تصوّر هؤلاء أن ذلك يتعارض مع وحدة أفعال اللّه و خالقيّته و كونه لا شريك له، فإنّ القرآن قد أجاب على هذا. فوقوع هذه الحوادث أينما وقعت مشروط بأمر اللّه، أي أنّ أحدا بقواه الخاصّة غير قادر على القيام بأمثال هذه الأعمال إلّا إذا شاء، و بإمداد من قدرته اللامتناهية و هذا هو التوحيد عينه، لا الشرك.

2- الولاية التكوينية

تفيد هذه الآية و آيات أخرى سوف نتطرّق إليها- إن شاء اللّه- أنّ رسل اللّه و أولياءه يستطيعون بإذن منه و بأمره- إذا اقتضى الأمر- أن يتدخّلوا في عالم الخلق و التكوين، و أن يحدثوا ما يعتبر خارقا للقوانين الطبيعية. فاستعمال أفعال مثل «أبرئ» و «أحيي الموتى» و بضمير المتكلّم تدلّ على أنّ هذه الأفعال من عمل الأنبياء أنفسهم، و أنّ القول بأنّ هذه الأفعال كانت تقع بسبب دعائهم فقط هو

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 2  صفحة : 506
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست