responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 2  صفحة : 462

بناء على ذلك، فإنّ المذنبين- كما تقول الآية- يتمنّون أنّ يمتدّ الفاصل الزماني بينهم و بين ذنوبهم طويلا، و هو تعبير عن ذروة ما يشعرون به من تعاسة جرّاء أعمالهم السيّئة، لأنّ طلب البعد الزماني أبلغ فى التعبير عن هذا الاستيلاء من طلب البعد المكاني، فاحتمال الحضور موجود في الفاصل المكاني، بينما ينتفي هذا الاحتمال تماما في الفاصل الزماني.

فإذا عاش أحد- مثلا- في فترة الحرب العالمية، شمله القلق و الاضطراب و إن ابتعد مكانيا عن منطقة الحرب، لكن الشخص الذي يعيش في فترة زمنية بعيدة عن الحرب لا يشعر بذلك القلق.

هذا مع أن بعض المفسّرين احتملوا أن يكون للفظة «الأمد» معنى البعد المكاني أيضا (كما ورد في مجمع البيان نقلا عن بعض المفسّرين)، غير أن هذا لم يرد في اللغة على الظاهر.

وَ يُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَ اللَّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ.

في الجزء الأوّل من هذه العبارة يحذّر اللّه الناس من عصيان أوامره، و في الجزء الثاني يذكّرهم برأفته. و يبدو أنّ هذين الجزءين هما- على عادة القرآن- مزيج من الوعد و الوعيد. و من المحتمل أن يكون الجزء الثاني‌ وَ اللَّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ توكيدا للجزء الأوّل‌ وَ يُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ‌، و هذا أشبه بمن يقول لك: إنّي أحذّرك من هذا العمل الخطر، و إنّ تحذيري إيّاك دليل على رأفتي بك، إذ لو لا حبّي لك لما حذّرتك.

القرآن و تجسيد الأعمال و حضورها

هذه الآية تبيّن بكل وضوح تجسّد الأعمال و حضورها يوم القيامة. كلمة

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 2  صفحة : 462
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست