responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 2  صفحة : 37

و يمكن أن يكون الارتباط أكثر من ذلك و هو أن نقول: إنّ هذه الآية بالرّغم من أنّها وردت في ذيل آيات الجهاد، و لكنّها تبيّن حقيقة كليّة و اجتماعيّة، و هي أنّ الإنفاق بشكل عام سبب لنزاهة المجتمع من المفاسد المدمّرة، لأنه حينما يترك أفراد المجتمع الإنفاق و تتراكم الثروة في أحد أقطاب المجتمع تنشأ طبقة محرومة بائسة، و لا يلبث أن يحدث انفجار عظيم فيه يحرق الأثرياء و ثروتهم و يتّضح من ذلك ارتباط الإنفاق بابعاد التهلكة.

و من هنا فالإنفاق يعود بالخير على الأثرياء قبل أن يصيب خيره المحرومين، لأنّ تعديل الثروة يصون الثروة كما

قال الإمام علي عليه السّلام‌ (حصّنوا أموالكم بالزّكاة) [1].

و بتعبير بعض المفسّرين أنّ الامتناع من الإنفاق في سبيل اللّه يؤدّي إلى موت الرّوح الإنسانيّة في الفرد بسبب البخل، و كذلك يؤدّي إلى موت المجتمع بسبب الضعف الاقتصادي و خاصّة في النظام الإسلامي المبتني على أساس الإحسان و الخير [2].

2- سوء الاستفادة من مضمون الآية

تقدّم أنّ بعض أهل الدنيا من طلّاب العافية تمسّكوا في هذه الجملة من هذه الآية وَ لا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ للفرار من الجهاد في سبيل اللّه حتّى أنّهم و سموا ثورة الإمام الحسين عليه السّلام في عاشوراء الّتي كانت سبب نجاة الإسلام و بقائه إمام الأعداء كبني أميّة أنّها مصداق لهذه الآية، و غفلوا عن أنه لو كان الأمر كما يقولون لانسدّ باب الجهاد تماما.


[1]- نهج البلاغة، الحكمة 146.

[2]- تفسير في ظلال القرآن، ج 1، ص 276.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 2  صفحة : 37
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست