ان يخطو الدائن خطوة إنسانية كبيرة فيتنازل للمدين عمّا بقي له بذمتّه، فهذا
خير عمل إنساني يقوم به، و كلّ من يدرك منافع هذا الأمر يؤمن بهذه الحقيقة.
من المألوف في القرآن أنّه بعد بيان تفاصيل الأحكام و جزئيّات الشريعة
الإسلامية يطرح تذكيرا عامّا شاملا يؤكّد به ما سبق قوله، لكي تنفذ الأحكام
السابقة نفوذا جيّدا في العقل و النفس.
لذلك فإنّه في هذه الآية يذكّر الناس بيوم القيامة و يوم الحساب و الجزاء، و
يحذّرهم من اليوم الذي ينتظرهم حيث يوضع أمام كلّ امرئ جميع أعماله دون زيادة و لا
نقصان، و كلّ ما حفظ في ملفّ عالم الوجود يسلّم إليه دفعة واحدة، عندئذ تهوله
النتائج التي تنتظره. و لكن ذلك حصيلة ما زرعه بنفسه و ما ظلمه فيه أحد، إنّما هو
نفسه ظلم نفسه وَ هُمْ لا يُظْلَمُونَ.
جدير بالذكر أنّ هذه الآية من الأدلّة الأخرى على تجسّد أعمال الإنسان في
العالم الآخر.
و مما يلفت النظر أنّ تفسير «الدرّ المنثور» ينقل بطرق عديدة أنّ هذه الآية هي
آخر آية نزلت على رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم، و لا يستبعد هذا إذا
أخذنا مضمونها بنظر الاعتبار.
و هذا لا يتناقض مع كون سورة البقرة ليست آخر سورة نزلت على رسول اللّه صلى
اللّه عليه و آله و سلّم، لأنّ بعض الآيات كما نعلم كانت توضع في سورة سابقة عليها
أو لا حقة لها، و ذلك بأمر النبيّ صلى اللّه عليه و آله و سلّم نفسه.
أضرار الربا
1- الربا يخلّ بالتوازن الاقتصادي في المجتمع، و يؤدي إلى تراكم الثروة