responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 2  صفحة : 286

لذلك فالقرآن يعبّر عن ذلك بأنّه إحياء الموتى، و لو كان البعث يقتصر على الروح لما كان للإحياء أي مفهوم.

و هذه الآية تشرح بكلّ وضوح كيفيّة تجمّع أجزاء الجسد المتناثرة، و هو ما رآه إبراهيم عليه السّلام بعينيه.

6- شبهة الأكل و المأكول‌

ما ذكرناه من الدافع الذي دفع بإبراهيم عليه السّلام إلى طلب مشاهدة إحياء الموتى و حكاية الجيفة التي كان يأكل منها حيوانات البرّ و البحر، نفهم أنّ اهتمام إبراهيم عليه السّلام كان منصبّا على أن يعرف كيف يمكن إرجاع جسد ميّت إلى حالته الأولى بعد أن أكلته الحيوانات و أصبح جزءا من أجساد تلك الحيوانات؟ و هذا ما يطلق عليه في علم العقائد اسم «شبهة الآكل و المأكول».

لتوضيح ذلك نقول: إنّ اللّه سبحانه يعيد الإنسان في يوم القيامة بهذا الجسد المادّي. و بعبارة أخرى يعود جسم الإنسان و تعود روحه أيضا.

في هذه الحالة يبرز تساؤل يقول: إذا استحال جسد الإنسان إلى تراب، و امتصّته جذور الأشجار و النباتات و أصبح ثمرا أكله إنسان آخر و غدا جزءا من جسده. أو إذا افترضنا مثلا سنوات قحط شديدة أكل فيها إنسان لحم إنسان، فإلى أيّ جسد ستعود هذه الأجزاء المأكولة؟ فإذا غدت جزء من الجسد الأوّل أصبح الجسد الثاني ناقصا، و إن بقيت جزء من الجسد الثاني نقص الأول أو انعدم.

الجواب:

هذا الاعتراض القديم أجاب عليه الفلاسفة و علماء العقائد إجابات مختلفة لا نرى ضرورة لدرجها جميعا هنا. و هناك آخرون لم يستطيعوا أن يعثروا على جواب مقنع، فراحوا يؤوّلون الآيات المرتبطة بالمعاد الجسماني و عمدوا إلى‌

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 2  صفحة : 286
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست